بسطت الدولة العثمانيّة نفوذها على مساحات ضمّت ثلاث قارات من العالم القديم وهي إفريقيا وآسيا وأوروبا، وقامت الدولة العثمانية منذ السابع والعشرين من شهر يوليو عام ألف ومئتين وتسعة وتسعين حتى التاسع والعشرين من شهر أكتوبر عام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين، وتعاقب حكم العشرات من السلاطين العثمانيين خلال فترة قيامها، وكان أول من حكم الدولة هو عثمان خان الأول، ومن أشهر سلاطين الدولة العثمانية السلطان مراد الثاني، والسلطان محمد الثاني، والسلطان سليم الأول، وغيرهم.
هو السلطان الغازي سليم الأول، الملقب بالقاطع أو الشجاع، وجاء هذا اللقب لما يتحلّى به من صفات الشجاعة والإقدام في المعارك، وامتدت فترة حكمه في الدولة العثمانيّة لثماني سنوات فقط منذ عام ألف وخمسمئة واثني عشر وحتى عام ألف وخمسمئة وعشرين ميلادي، وهو الخليفة الرابع والسبعون في الدولة الإسلاميّة، ويعتبر السلطان التاسع في الدولة العثمانية.
وكان السلطان سليم الأول أول سلطان من سلاطين آل عثمان يحمل لقب أمير المؤمنين، وتولّى الحكم بانقلاب على حكم والده، فقد شهدت الدولة العثمانية في عهد السلطان بايزيد حروباً أهليّة تسبب بها أبناؤه، واندلعت الحروب بينه وبين إخوته في ولاياتهم، وشجّعت الانكشارية سليم الأول على القيام بهذا الانقلاب، وبفضل دعمهم له لاحق إخوته وأولادهم وقتلهم وتخلص منهم جميعاً حتى لا ينافسه أحد للوصول إلى سدة الحكم، وشهدت فترة حكمه ظهور سلالات صفويّة شيعيّة في كل من بلاد فارس (إيران) وأذربيجان، واندلعت معارك حامية الوطيس بين الصفويين والعثمانيين وكان النصر حليف الدولة العثمانيّة بفضل قيادة سلطانها سليم الأول الشجاع، ومع حلول عام مئتين وسبعة وستين ميلادي غزا السلطنة المملوكيّة وقضى عليها.
ولد السلطان سليم الأول في العاشر من شهر أكتوبر عام ألف وأربعمئة وسبعين ميلادي في أماسيا في الأناضول، وتعود أصول والدته إلى ذي القدر التركمانيّة، وهو ثامن أولاد السلطان بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، كانت ميوله حربية بحتة وكان ذا طباع شرسة.
المقالات المتعلقة بتعريف بسليم الأول